أحمد النفيس لـ"آفاق": تحذيرات القرضاوي من التشيع بمثابة تحريض على القتل والتهجير والسجن | ||
1 | ||
<table id="table1" style="border-collapse: collapse;" width="330" border="0" height="220"> <tr> <td style="border-style: solid; border-width: 1px; padding-left: 4px; padding-right: 4px;" bordercolor="#656565" background="images/photo.gif"> </td></tr></table> | ||
أحمد راسم النفيس | ||
1 | ||
القاهرة- آفاق - خاص | ||
1 | ||
قال الكاتب والمؤلف الشيعي المصري الدكتور أحمد راسم النفيس إن مصر كانت شيعية في العصر الفاطمي وأن التشيع اختفى منها بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي. واعتبر النفيس في حوار خاص مع "آفاق" تحذيرات القرضاوي من المد الشيعي بمثابة التحريض على قتل الشيعة وتهجيرهم وسجنهم.وأشار النفيس وهو مؤلف للعديد من الكتب التاريخية والثقافية إلى أنه وعلى الرغم من كل هذه الهجمات على الشيعة فإن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون، ويتوزعون على مساحة واسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية. ونصح النفيس مثيري الحملات ضد الشيعة بأن "يكفوا ويبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها". وفيما يلي نص الحوار: آفاق: كم هو عدد المصريين الذين يؤمنون بفكرة التشيع في مصر، وأين يكثر أتباع هذا الفكر؟ النفيس: بسم الله الرحمن الرحيم: دعنا من قضية أعداد الشيعة وأعداد السنة فنحن لا نؤمن بمنطق المكاثرة العددية. نحن نؤمن أولا بمبدأ الأخوة الإنسانية (وأن هذه أمتكم أمة واحدة) فالمجتمع الإنساني مجتمع واحد والبشر على اختلاف أديانهم تتشابه احتياجاتهم وهي الأمن والحرية والكرامة والمأكل والملبس... والدين جاء من عند الله ليؤكد على أن هذه المعاني تشمل كل البشر وأنها ليست حقا لطائفة دون أخرى. ورغم العناد والعدائية التي أبداها أكابر مجرمي قريش لدى إعلان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله بدعوته إلا أن المانع الأساس للدعوة الإسلامية كان التزام الكثير من العرب بهذه القيم الإنسانية التي يتنكر لها بعض أدعياء الإسلام الآن. الحالة الشيعية الراهنة في مصر ليست اختراعا فمصر كانت شيعية في أغلبها إبان العصر الفاطمي والتشيع لم يختف من مصر كما يقولون بسبب انتهاء الدولة الراعية للتشيع بل بسبب عمليات القمع والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي وهي أمور بدأ المصريون أخيرا في الانتباه إليها كما أن التشيع في مصر لم يبدأ مع العصر الفاطمي. لدي كتاب عن (نجباء الصعيد) وهو كتاب يؤرخ لمصر في القرن العاشر الهجري ويتحدث عن أسر وشخصيات شيعية عاشت في هذه الفترة. ثم أنا لا أفهم سببا واحدا لهذه الهجمة على كلمة (شيعة) واعتبارها مرادفا للكفر والزندقة!!. الكثير من شيوخ الأزهر القدامى والمعاصرين لهم موقف مختلف كلي مع هذه الحالة العنصرية التكفيرية التي لا تقوم على دليل ولا برهان بل تقوم على منطق (هو كده!!). عندما ترد عليهم بأن الشيخ شلتوت أو الشيخ أبو زهرة قال كذا وكذا يسارعون إلى تجريحهم ووصفهم بالغفلة والتهاون!!. يعني: هؤلاء لا سلاح لهم سوى فرض الرأي واستخدام أسوأ ما في ترسانتهم من بذاءات ليبقى الناس خائفين من بعبع التشيع ولا يقترب أحد من هذا المنهج وإلا فسيلقى ما لا يسره!. الشيخ القرضاوي يأتي إلى مصر ليفرض رأيه وقانونه ويجعل من نفسه مرجعية فوق القانون الدولي والدستور وميثاق حقوق الإنسان ويجد من يطبل له!!. آفاق: ماذا يعني أن يطالب القرضاوي بإيقاف ما يسميه التبشير الشيعي؟؟ النفيس: المعنى واضح: يا رجال الأمن تحركوا كما تحركتم من قبل وألقوا القبض على فلان وفلان وألقوهم في غيابة الجب لأن وجود من يقول بولاية أهل البيت يزعج الشيخ الذي لا يختلف تصرفه عن فرعون (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد!!). لقد قام الأمن المصري باعتقالي ثلاث مرات بتهمة التشيع (1987 ، 1989 و 1996) فضلا عن مرة بتهمة الانضمام للإخوان وتنظيم الجهاد عام 1981 رغم أني لم أكن يوما ما عضوا في هذا التنظيم الإرهابي. يتحدثون عن الديموقراطية وحرية التعبير وووووو ولكنهم يريدون هذه الأشياء فقط لأنفسهم، حتى عندما حدثت الأزمة الأخيرة وعندما اعترض فهمي هويدي وسليم العوا على حالة الهياج التي أحدثها القرضاوي تولى أزلام المخابرات الصدامية والوهابية تسفيه آرائهم والنيل منهم. المعنى أنهم يريدون جمهورا قطيعا يسوقه شخص واحد بخطبة تهييجية ولا يقبلون بديمقراطية أو شورى داخل القطيع لا من فهمي هويدي أو العوا وهم أصحاب فضل عليهم. تلك هي المأساة التي يعيشها مجتمعنا منذ مئات السنين. رحلتي مع الفكر الإسلامي بدأت منذ انضمامي للإخوان عام 1976 وكنت وقتها طالبا في الجامعة واكتشفت ألا مكان داخل هذه الجماعات لا للفكر ولا للبحث ولا للرأي الآخر وكل ما هو مطلوب منك أن تذعن وتسمع وتطيع. إنهم يتنقلون من كارثة إلى أخرى ومن مصيبة إلى حفرة ولكن التفكير ممنوع أما التكفير فمسموح بضوابط عند البعض وسداح مداح عند الآخرين!!. كنت أقول لأحد الأصدقاء قبل قليل، أن القبضة الأمنية هي التي تمنع تحويل مصر إلى صومال أخرى، إذ لو ترك الأمر لقادة تلك الجماعات وللشيوخ الوهابيين أصحاب فتاوى القتل والتفجير الجماعي وشن الحرب على ميكي ماوس لبدأت الحرب الأهلية منذ سنين فيما بينهم وفيما بينهم وبين الناس. الشيء الوحيد الذي اتفق هؤلاء الشيوخ عليه هو كرههم للشيعة لأسباب كثيرة. أولها أن الفكر الشيعي فكر ناضج يؤمن بدور العقل والنظر في التاريخ ولا يمكن لكل من هب ودب أن يصدر فتاوى من نوعية فتوى ميكي ماوس أو توم وجيري. ثانيا أن الفكر الشيعي ذو جذور راسخة في التراث الإسلامي وفي كتب القوم وهو ليس اختراعا وأن القوم لا حجة لديهم سوى الزعم بأنه فكر باطني ومحاكمة القلوب والزعم بأن الشيعة يظهرون غير ما يبطنون وغير ذلك من الترهات التي أدمنها القوم. الآن يصرخ القرضاوي من ظهور الشيعة وأنهم يجاهرون بأفكارهم ثم يعود ليقول أنهم يمارسون التقية!!. التناقض بين الاتهامين أوضح من أن يذكر!!. الأمن يستدعي (المتهمين بالتشيع) ليسألهم عن عقيدتهم!!. فهل يتعين على المواطن الضعيف أن يعترف (بالجريمة) المنسوبة إليه أم يستخدم سلاح (التقية) الذي يقيه من بطش هؤلاء المجرمين. يأتي القرضاوي ليحرض ويطالب بإلقاء القبض على الشيعة ومحاصرتهم ثم يلوم عليهم لأن بعضهم يتنصل من (التهمة) ولا يسهل مهمة أساتذة التلفيق والتعذيب؟!. أليس هذا هو الفجور بعينه؟!. آفاق: كيف يمكننا أن نعرف عدد الشيعة إذا، إذا كان هذا هو الحال وإذا كان هذا هو منطق الشيوخ؟!. النفيس: تقديرنا الذي لا يستند إلى أية إحصاءات بل لمعلومات شخصية أن عدد الشيعة في مصر (المتشيعون وعوائلهم) يقارب نصف مليون نظرا لامتدادهم على مساحة مصر الواسعة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهم مرشحون للزيادة نظرا للهجمات الإعلامية ضدهم والتي تثمر نتائج عكسية إذ أنها تدفع الكثيرين للبحث والقراءة خاصة مع وجود شبكة المعلومات الدولية وهذا يفسر سبب قيام الوهابيين بتدمير المواقع الشيعية أخيرا. لا يتاح لي معرفة المتشيعين الجدد إلا عبر اتصال هاتفي أو لقاء غير مرتب وهذا يوفر حماية أمنية لهم ضد أي ضربة محتملة. أما نحن فلم نعد نأبه بهذه التهديدات. وبالتالي فالشيعة في مصر حالة ثقافية ليست قاصرة على مكان معين ومن المفيد أن نشير إلى وجود متشيعين بالوراثة أبا عن جد ولكنهم متوارون عن الأنظار ولا يعلنون عن تشيعهم. آفاق: تعني أن ليس هناك مشروع لتشييع مصر؟؟ النفيس: فلنكن واقعيين وعقلانيين. هناك دولة ونظام سياسي قائمين بالفعل في مصر التي عرفت أول دستور ديمقراطي يفصل بين السلطات ويحترم حرية العقيدة وكان هذا سنة 1923 ولكن انقلاب يوليو قضى عليه. الناس تحتاج إلى الحرية والخبز والأمن وهذه أمور لن تنتظر لا تشييع مصر ولا أخونتها وعلى المسلمين أن يتعودوا على ممارسة حريتهم العقائدية وترك الآخرين يفعلون نفس الشيء. العالم الآن به عشرات الدول الديمقراطية المشغولة بهموم مواطنيها وتنمية اقتصادها والبحث عن مكان لائق لها بين الأمم وبالتالي فنحن لن نعيد اختراع العجلة ولا الدولة وأنصح من يواصلون إطلاق هذه الإثارات أن يكفوا وأن يبحثوا عن السبب في إخفاق الدول العربية والإسلامية في التطور بدلا من إلهاء الناس بمعارك جانبية وليتركوا لكل إنسان حريته أن يعبد الله بالطريقة التي يعتقد صوابها. |
انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل