لقاء مع
الرادود الحسيني السيد حسن الكربلائي
أجراه: حيدر السلامي
(( وكمثال على ذلك
أنني قبل أن أجيء إلى سوريا، ذهبنا إلى مجلس وقد تطرق
الخطيب فيه إلى مصيبة عبد الله الرضيع (عليه السلام) فلم
يترك لنا شيئاً نقوله في هذه المصيبة مما حيرني ماذا أقرأ
بعد هذا!. ولكن ما هي إلا لحظات وإذا بي أحمل كأساً مملوءة
بالماء وأرفعها أمام أعين الناس وإذا بأصوات
البكاء
والنحيب تتعالى من كل جانب، وإذا بأحدهم يقول لي بصوت
خنقته
العبرة: سيد إن كنت تريد أن تسقي عبد الله الرضيع الماء
فهذا الكأس كثير ولا يحتاج عبد الله إلا قطرات قليلة منه
ليعيش، وبذلك ازداد المجلس بكاءً وحمي الأنين وأخذت الأيدي
تلطم الرؤوس بغير شعور فكان هذا الموقف الذي لا أنساه أبلغ من كل قصائد الدنيا.))
لقاء مع
الرادود الحسيني السيد حسن الكربلائي
لم
يزل للشعائر الحسينية دورها الفاعل في توعية الجماهير
المسلمة وتثقيفها وحملها على اعتناق مبادئ الجهاد المقدس
ضد الظلم أينما كان وبأي وجه ظهر، انتصاراً للقيمة العليا
في الإسلام وهي (الإنسان)، ولطالما عملت هذه الشعائر على
جمع القلوب الموالية للحق وأهله وشحذ وتنمية الأفكار
الأصيلة، وتوجيه الهمم الخلاقة نحو العمل الرسالي الصالح،
فلم تكتف باستعبار العيون تضامناً مع المظلوم، ولدم الصدور
احتجاجاً على الظالم، ورفع العقائر رفضاً للاستبداد
والعبودية، وتوظيف الألم القدسي وإشهاره سلاحاً بوجه أعداء
الإنسانية والحق والخير
والجمال، لم تكتف الشعائر الحسينية بذلك كله بل راحت تتعهد
بالحماية خيوط الاتصال من الوهن، وتغذية شرايين التواصل من
التهدل، بين رجال المبادئ وأصحاب القيم جيلاً فجيلاً...
هذه إلى
غيرها من الأهداف والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية
الكثيرة التي نهضت بها شعائر الحسين (عليه السلام) وعلى
رأس قائمتها المراثي الحسينية، التي سيتمحور الحديث عنها
مع الأخ الرادود الحسيني المعروف السيد حسن الكربلائي عبر
الحوار التالي:
|
السؤال الأول :
هل لنا بداية، أن نتعرف بيانات الهوية الشخصية للسيد حسن؟
ولدت
سنة 1962 في كربلاء المقدسة/ منطقة العباسية، وعند بلوغي
الصف الثالث من المرحلة الابتدائية أمر النظام الحاكم في
بغداد بتسفيرنا إلى إيران، وفيها أكملت دراستي الابتدائية
ولم أستطع المواصلة بعدها، غير أنني ولعت بمطالعة الكتب
ولعاً شديداً جعلني أكب عليها متزوداً بالثقافة الإسلامية
من أصفى مناهلها وأعذبها.
السؤال الثاني :
إذن فقد
ثقفت نفسك ذاتياً بمطالعة الكتب وليس على يد معلم... ما
الكتاب الذي أعدت قراءته غير مرةٍ دون ملل؟
|
اللقاء مع الإمام المهدي (عليه السلام) باللغة الفارسية،
قرأته مرات عديدة وكنت أشعر بروحانية خاصة عندما أقرأه.
السؤال الثالث:
وماذا
عن الحالة الاجتماعية؟
متزوج
ولي ابن واحد وهو محمد وبنتان هما زهراء ومائدة.
السؤال الرابع:
هل
تتوسمون بمحمد قابلية إكمال المسيرة كرادود؟
|
هو
يعجبه ذلك وأن أتمنى له أن يلتحق بخدمة سيدي ومولاي الحسين
(عليه السلام) لكنه ما زال يتمرن.
السؤال الخامس :-
كم عمره
(حفظه الله)؟
(16)
سنة، ويبدو كأخ لي وليس ابنا.
السؤال السادس:
(الله
يخليه).. وبالنسبة للدارسة الحوزوية، ألم تحاول أن تتلقاها
على أساتذة قم المقدسة؟
كلا
إنما نحن حوزتنا الحسينية كما قال الشاعر المرحوم محمد رضا
فتح الله:
حــــوزتنا العـــــلمية*** هـــــاي الحسينــــية
منها
تخرجنه أحرار*** مدرســــة كل الثوار
|
السؤال السابع:
متى
وأين كانت بداية المسيرة؟
كانت في
إيران سنة 1975م، ومن القصائد الأولى التي قرأتها آنذاك:
خل
يلومونه*** ما يهمونه
احنه ما
شين ابدرب*** حب الحسين وصعب
عنه
ينهونه*** خل يلومونه
للشاعر
المرحوم مهدي الأموي...
السؤال الثامن :
إذن في
إيران سنة 1975 كانت البداية كرادود أساسي... فهل سبق ذلك
أن قرأت المقدمة كرادود مبتدئ؟
|
بالتأكيد ولقد بقيت مدة سنتين أو أكثر لا أقرأ إلا فاتحة
العزاء: (آه يحسين ومصابه) ومن ثم قرأت الموشح إلى سنة
الـ(1975) حيث وجدت نفسي قادراً على قراءة القصيدة
الحسينية بمجلس كامل.
وبرأيي
أن قراءة المقدمة مهمة جداً للرادود المبتدئ وبدونها لا
يستطيع أن ينجح في عمله كرادود فلا يصح أن نلغي هذا التدرج
لأنه الأساس من وراء كل نجاح ومنه تنطلق الموهبة وتظهر
القدرة الحقيقية على القراءة.
السؤال التاسع:
لمن من
الرواديد قرأت المقدمة؟
قرأت
المقدمة لكثيرين، منهم: محمد علي أبو سعيد وكان أستاذاً لي
في العمل وفي القراءة معاً، وقرأت للمرحوم رزاق نقش وهو من
رواديد كربلاء القدماء ممن عاصروا حمزة الصغير (ره) وحمزة
السماچ وغيرهما.
السؤال العاشر:
على ذكر
حمزة الصغير (ره) هل تأثرتم به وحاولتم تقليده في بداية
المشوار؟
طبعاً
ولحد الآن عندما أقرأ كثير من الناس يقولون لي رحم الله
والديك ذكرتنا بحمزة الصغير وغالباً ما أهدي ثواب الفاتحة
(وأنا على المنبر) إلى روحه وروح المرحوم كاظم المنظور
وجميع خدمة الحسين (عليه السلام) المخلصين، فالحقيقة أمثال
حمزة وكاظم وشيخ هادي ومهدي الأموي وآخرين كانوا مثالاً
للخدمة الحسينية بكل معنى الكلمة ويجب علينا التعلم منهم
والترحم عليهم دائماً..
السؤال الحادي
عشر:
مَن من الشعراء
الذين قرأت لهم هو أقرب إلى نفسك شعراً؟
بالدرجة
الأولى الشيخ كاظم المنظور (رحمه الله) فهو بحق أمير
الشعراء الحسينيين ويعترف جميع الشعراء له بذلك لا أنا،
ولقد رأيتم في ليلة استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام)
إذ قرأت قصيدته الذائعة الصيت:
يفاروق
الديانة إلـــــك عدنه أمانه
عهد من
عالم الذر هاذه مضمونه
نحبك لو
على حبــــك يگطعــــونه
كيف
تجاوب معها الناس بروحانية وخشوع وتفاعل قل نظيره وهو شاهد
على ما ذكرت.
|
عدل سابقا من قبل موقع عبد الله الرضيع (ع) في الخميس 18 سبتمبر 2008, 21:07 عدل 2 مرات