بسم الله الرحمن الرحيم
حوار موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع (ع) مع سماحة العلامة الشيخ محمد فوزي آل السيف أحد كبار علماء وخطباء المنطقة الشرقية والقطيف وجزيرة تاروت في المملكة العربية السعودية وإليكم نص الحوار:-
http://www.al-saif.net/
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع (ع) مع سماحة العلامة الشيخ محمد فوزي آل السيف أحد كبار علماء وخطباء المنطقة الشرقية والقطيف وجزيرة تاروت في المملكة العربية السعودية وإليكم نص الحوار:-
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول :- خلال أربعة أعوام مضت ظهرت فكرة تخصيص يوم عالمي لباب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام، كيف تقيمون ذلك؟
الجواب :- إن تخصيص يوم لذكر مأساة الطفل عبد الله الرضيع بن الامام الحسين عليه السلام فكرة رائعة ، وذلك أن كربلاء وقضاياها ساحة واسعة للمبادئ والقيم الانسانية والدينية ، فمهما إستطاع الانسان أن يتعرف على أطرافها وجوانبها فهو في منفعة بذلك .
ولعل ما هو جار في كثير من المجتمعات الشيعية من تخصيص بعض الأيام للأصحاب كمسلم بن عقيل وحبيب بن مظاهر الأسدي والحر بن يزيد الرياحي ، وبعضها الأخر لأهل البيت كالقاسم بن الحسنن وعلي الأكبر وعبد الله الرضيع ( حيث تقرأ مصيبته عادة في ليلة العاشر إذا كان الخطيب يقرأ في الليل والنهار في نفس المكان ) لعل ذلك ناظر إلى أهمية الإستفادة من التجليات المتعددة التي تحتوي عليها هذه الشخصيات العظيمة .
وتختص مصيبة الطفل الرضيع بميزة إضافية ، هي أن باقي الرجال قد قاتلوا ، وبالتالي كان طبيعيا بحسب منطق الحرب أن يقتلوا ، أما الطفل الرضيع (ع) فقد قتل من دون أن يأتي ( بجناية ) ولو على هذا المستوى أي القتال .فكان قتله مذبوحا تجسيدا أعظم لمظلومية أبيه الحسين عليه السلام ، ولنذالة الطرف القاتل وأنه لا يمتلك أي مستوى من المستويات الأخلاقية .
السؤال الثاني :- هل تعتقدون أن خروج الإمام الحسين (ع) الى الأعداء وهو يحمل طفله الرضيع (ع) طالبا له الماء مع علمه بقساوة قلوب الأعداء .. كان فيه رسالة مهمة للعالم ؟
الجواب : - لاشك أن الإمام الحسين عليه السلام وهو يحمل طفله إلى الجيش ، قد فضح هذا الجيش في أخلاقه وتوجهاته ، بل فضح السلطة التي جيشته وعبأته لقتال الحسين ، ولذلك فقد نقل المؤرخون أنه قد حدثت حالة من الإضطراب في وسط الجيش ، فإن بعض من بقي فيهم بقية روح أو وجدان قد إستثارهم هذا المنظر ، وإستدعى إحتجاجهم فقالوا : إن كان للكبار ذنب فما ذنب الصغار ؟
غير أن قيادات الجيش الأموي التي كانت بحق ( عبدة الطاغوت وعصبة الإثم ) تآمرت فيما بينها لإنهاء هذا الإضطراب ولو بقتل الطفل الرضيع .
وفي حمل الحسين طفله إلى الأعداء هو لا يخاطب أعداءه التاريخيين فقط ، وإنما يخاطب جموع البشر ليعرفوا أي درك ساقط كان فيه أولئك الأعداء الذين قتلوا طفله الرضيع ، ولم يسمحوا له أن يبل شفتيه بقطرة ماء !
السؤال الثالث : غالبية المسلمين يعرفون الإمام الحسين (ع) عبارة عن طقوس دينية تبدأ في أول محرم وتنتهي في العشرين من صفر .. هل تعتقد أن هذه المعرفة تتناسب وأهداف الثورة الحسينية ؟
الجواب : - قضية الحسين عليه السلام ، بحر محيط من الفضائل يستطيع كل من جاء إليه أن يستفيد منه بمقدار سعته وأفقه ، فالذين يأتون إليه من باب الشعائر والعزاء فإنهم ينتفعون بذلك في تقوية إرتباطهم به وولائهم له ، ويشبعون بذلك أنفسا عطشى لمحبته . وأولئك الذين يأتون إليه من خلال التركيز على المفاهيم والمعاني الثقافية والمعرفية التي يستفيدونها من نهضته لا شك أنهم يشعرون بحاجة في عقولهم وفكرهم لا تلبى إلا من خلال التلمذة على كلمات الإمام وأحاديثه وأفكار نهضته .. وهكذا فـ ( كل يعمل على شاكلته ) . ومهما عمل هؤلاء وأولئك فإنهم لا يزالون في الخطوة الأولى أمام ذلك البحر المحيط .
أسأل الله لكم ولي أن نحظى بشفاعة الحسين عليه السلام ، وأن نلتقي به وبأصحابه وأبنائه وأن نتشرف بلقاء هذا الطفل الرضيع في جنان الخلد .
موقع باب الحوائج : نشكر سماحة العلامة المجاهد العلامة الشيخ محمد فوزي آل السيف على إتاحته لنا هذه الفرصة بإجاباته القيمة على الأسئلة متمنين له دوام التوفيق والسداد وأن يسعى إن شاء الله لإحياء ذكرى اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام التي تقام في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام (أول جمعة من عاشوراء) حتى يحضى بشفاعة باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام في جنان الخلد إن شاء الله تعالى.