د.عماد الخزعلي
أحيا المجمع العالمي لإحياء مظلومية الطفل الرضيع (عليه السلام) فرع بغداد/مدينة الصدر مراسيم يوم الطفل الرضيع "عليه السلام" في الجمعة الثانية من عاشوراء هذا العام ... فمنذ الصباح الباكر من يوم الجمعة المصادف (18/1/2008م) زحفت الحشود الكبيرة من النساء والأطفال الرضع والصبية المرتدين الأزياء الخضراء والأشرطة الحمراء (الوشاح الأحمر) المنقوش عليها عبارة :- (السلام على علي الأصغر) أو عبارات أخرى الى مقر مجلس (أحباب الحسين) الذي تشرف عليه لجنة الطفل الرضيع (ع) المتمثلة بـ:-( أبوعصام ، أبوغسان ، أياد نافع، وغسان صبيح) ولم تمنع رداءة الجو وتساقط الثلوج من إقامة هذه المراسيم العاشورائية المرتبطة بضميرهم وبوجدانهم بل أنها تسري بعروقهم النابضة أبدا بحب سيد الشهداء وريحانة رسول الله الإمام الحسين (عليه السلام) … أما البرنامج المعد لإحياء هذه الذكرى فقد تضمن الآتي :-
ــ إلقاء محاضرة عن واقعة الطف عامة والتأكيد على حادثة إستشهاد أصغر جندي في معسكر الحق الذي يقوده أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهذا الجندي هو عبد الله الرضيع (ع) الذي كان يعشقه الإمام الحسين (ع) فكان سلوته إذا إشتدت النكبات والأزمات فكان عبد الله الرضيع (ع) لأبيه كما كان الإمام الحسين (عليه السلام) لجده خاتم الأنبياء والمرسلين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) حيث كان يشعر بالراحة والسعادة عندما يكون الحسين فوق كتفه أو في حضنه أو أمام عينيه … فساعد الله قلب الإمام الحسين (ع) وهو يشاهد كبده يتمزق بين يديه بنبلة حرملة بن كاهل الأسدي الكوفي بعدما أخذ الظمأ منه مأخذا حتى أن شفتيه صارت كأنها الأرض الميتة التي غادرها الماء منذ دهور ، وحتى أن عينيه غارتا من أثر فقدان السوائل ، والمعروف عن الإمام الحسين (عليه السلام) أنه يحمل رقة الكون في قلبه كيف لا وهو إبن نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف يتعاطى إبن الرسول مع هذا المشهد الدموي الذي يضاف الى عشرات المشاهد الدموية التي تذيب الحجر الصلد ، وبعد إستشهاد علي الأصغر" عليه السلام عاد به الإمام الحسين (عليه السلام) الى خيمة عمته أم المصائب زينب بطلة كربلاء ولم يعطه الى أمه لأن الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعرف أنه لا يوجد في الطف جبلا يحمل كل الهموم غير الحوراء زينب بنت علي (عليهما السلام).
أما في الفقرة الثانية من منهاج يوم الطفل الرضيع العالمي فكانت إلقاء القصائد الحسينية المؤثرة جدا والتي كان يصدح بها الصوت الحسيني "حيدر" هذا الشاب الموهوب الذي إختط لنفسه طريقا حسينيا لا يحيد عنه أبدا ، وحيدر يمتلك كل المؤهلات التي تجعل منه رادودا حسينيا مهما في المستقبل القريب.
وجاءت فقرة الفنون التشكيلية والرسم في الهواء الطلق لمجموعة من الأطفال الموهوبين الذين كان يشرف عليهم خادم الإمام الحسين (عليه السلام) "أياد نافع" الذي كان له دورا مهما في هذه الطقوس وأبدعت أنامل هؤلاء الأطفال لوحات تعبر عن حبهم وتضامنهم مع مظلومية الطفل الرضيع (ع).
أما فقرة توزيع ونثر الزهور على ضريح الطفل الرضيع (ع) التي أشرف عليها خادم الإمام الحسين (ع) المهندس غسان صبيح فكانت بحق لوحة رائعة فالزهور تحمل زهور لزهرة الإمام الحسين "علي الأصغر" (ع) … بعد هذه الفقرة جاء دور المسرح أو التمثيل أو ما يسمى شعبيا ب(التشابيه) والذي نفذه نخبة رائعة من الشباب العاشقين لذكرى الإمام الحسين (ع) وبإشراف خادم الحسين ومسؤول المجلس (أبوعصام) الذي أبلي بلاء حسنا في نجاح هذه التجربة الحسينية الرائدة بمساعدة خادم الحسين صبيح جاسم (أبوغسان) العنصر الفاعل في هذه المراسيم … ولم أنسى دور بقية الأخوان والأخوات من النساء والرجال الذين قدموا كل ما لديهم لخدمة أبي عبد الله الحسين "ع" وبعد هذه الفقرات تم توزيع الجوائز والهدايا على جميع الأطفال الحاضرين دون إستثناء … وتعد هذه التجربة الثانية لمدينة الصدر بعد أن أحيت العام الماضي مراسيم الطفل الرضيع تحت وابل القذائف والصواريخ والأحزمة الناسفة التي كان يتصدرها أعداء أهل البيت عليهم السلام.
الجدير بالذكر أن الذكرى السنوية الخامسة لإحياء مراسيم اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام تم إحياؤها في بغداد في حي الأمين ومسجد جامع براثا والكاظمية وأيضا في مختلف مدن الفرات الأوسط والجنوب العراقي ، منها أقيمت المراسيم العتبات المقدسة في كربلاء المقدسة في العتبة الحسينية وفي النجف الأشرف والكوفة المقدسة بالإضافة الى مدن الكوت والحلة والسماوة والناصرية والبصرة ومدن أخرى.