بسم الله الرحمن الرحيم
بأي ذنب قتلت ؟؟
رسالة خادم أهل البيت الرادود الحاج نزار القطري حول إحياء جمعة الطفل الرضيع العالمية
بعث خادم الإمام الحسين وخادم أهل البيت (عليهم السلام) الرادود الحاج الملا نزار القطري عبر مقاله المتواضع رسالة هامة لجميع خدمة الإمام الحسين عليه السلام لإحياء ذكرى اليوم العالمي للطفل الرضيع عليه السلام الذي يقام صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام بحضور النساء والأطفال الرضع هذا نص المقال:-
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين ... إلى يوم الدين
إذا أراد الباحث الكريم التمعن والتدقيق في أحداث ووقائع معركة الطف الخالدة ونوعية جنود الحسين عليه وعليهم السلام، لوجدهم من أعظم وأوفى وأشجع الجنود والأنصار على وجه الأرض بل وعلى مر التأريخ.
فكان لهم دوي كدوي النحل من الدعاء والتعبد والصلوات ليلة العاشر من محرم وذلك رغبة وإشتياقا إلى لقاء الله تعالى.
كما تعلمون بأن في جيش الحسين عليه السلام كان العبد والحر، العبد كـ جون رضوان الله تعالى عليه، هذا العبد الحبشي (الحر في الضمير) الذي قال للحسين عليه السلام أريد أن يختلط دمي بدمائكم أهل البيت، وكان الحر كالحر الرياحي الذي آذى الحسين عليه السلام حين وصوله إلى كربلاء ومن ثم عدل عن قراره وأصبح من أنصار الحسين بل أول من أستشهد بين يدي الحسين عليه السلام.
كذلك نرى في جيشه الهاشمي وغير الهاشمي ...
الهاشمي كعلي الأكبر والعباس والقاسم عليهم السلام والغير هاشمي كمسلم بن عوسجة وزهير وبرير رضوان الله عليهم.
كذلك نرى في جيشه الذكر والأنثى
أيضا من جيوش الحسين عليه السلام الشيخ الكبير كحبيب بن مظاهر الأسدي رضوان الله عليه والطفل الصغير (بل الطفل الرضيع) كعبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وعندما أقول طفلا رضيعا أعني طفلا دخل المعركة ورأى الحرب وشارك غمارها ،،، لعل القاريء الكريم يستغرب من التعبير كيف طفلا صغيرا أو رضيعا يكون جنديا ويدخل غمار المعركة ؟
يروى أن علي بن أبي طالب عليه السلام لم تستطع أمه أن تلفه في قماطه لأنه عليه السلام كان في كل مرة يخرج يديه من القماط ليسبح لله تعالى وهو يقول لبيك داعي الحق،
كذلك طفل الحسين عليه السلام عبد الله الرضيع عندما سمع صوت الحسين وهو ينادي:
هل من ناصر ينصرنا؟ هم من معين يعيننا؟ هل من ذابٍ عن حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فأخرج يديه من القماط وهو يقول (لبيك داعي الحق) وكأن عمته زينب عليها السلام فهمت كلامه ولبت دعوته وأتت به إلى الحسين ليأخذه إلى القوم....
أما عندما نزل هذا الرضيع للمعركة نجح بتشتيت القوم حتى حل النزاع الداخلي بين الميمنة والميسرة في جيش عمر بن سعد لعنة الله عليه. لكن الشيطان الرجيم أدركهم بصورة حرملة عليه لعائن الله فرمى الطفل بسهم مثلث وقتله من الوريد إلى الوريد في حجر أبي عبد الله الحسين فجمع الحسين دمه في كفه ورماه إلى السماء قائلا:
الهي إن كان هذا يرضيك، فخذ حتى ترضى
فكان هذا الطفل الرضيع مقاتلا كباقي أفراد جيش الحسين عليه السلام في كربلاء ولكل فارس طريقة في القتال فكانت طريقة الرضيع أن يضرب الأعداء في قلوبهم ويشتت جمعهم ويفرق عددهم ويثبت أن ليس في قلوب القوم من رحمة لا لشيخ كبير ولا لطفل صغير.
أيها القاريء الكريم،،،
تقول الروايات بأن الشهيد يشفع لأبيه وأمه وأهله يوم القيامة
وتقول رواية أخرى بأن الطفل الميت يشفع لأمه وأبيه يوم القيامة، كذلك الجنين الميت يشفع لأمه
ما بال رضيع الحسين عليه السلام والذي يكون جده رسول الله صلى الله عليه وآله شفيع الناس يوم القيامة وجده الثاني علي عليه السلام يكون شافع الناس والساقي على الحوض وجدته فاطمة الزهراء تلتقط شيعتها كما يلتقط الطير، الحبَ الحسن من الحب الرديء وهي شفيعتنا يوم القيامة، كذلك عمه الحسن عليه السلام يشفع لأمة جده وأبيه يوم القيامة، أيضا أبوه الحسين عليه السلام شفيع الناس والشيعة يوم القيامة،
ألا تود أن تكون من شفعاء هذا الطفل الرضيع؟؟!!
إعلم أيها القاريء الكريم أن لهذا الطفل مكانة عظيمة عند الله عز وجل تجعله شفيعا يوم القيامة لشيعة جده أمير المؤمنين وللباكين عليه وعلى أبيه الحسين عليه السلام.
وله مكانة وشأن عظيم عند الله تعالى تجعله من أبواب الرحمة ومن أبواب قضاء حاجات المحتاجين كما يشير إليه الإمام الرضا عليه السلام بأن له كرامات وبركات وكما تعلمون بأن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يذهب إلى قبر جده الحسين عليه السلام في كربلاء ويخرج ذلك الطفل المذبوح والمدفون على صدر الحسين من القبر وينادي:"يا أهل العالم ما ذنب هذا الطفل الرضيع أن يقتل في حجر أبيه؟!
نعم عزيزي، نتوسل إلى الله تعالى بحق هذا الطفل الرضيع الذي لم يقترف جرما ولا إثما،
بحق هذا الجندي الصغير الذي لم يحمل سلاحا غير سلاح الدين والإنسانية،
بحق هذا الطفل الذي قُدم قربانا في سبيل الله تعالى،
أن يجعلنا من عتقائه من النار وأن يرحما برحمته ويغفر ذنوبنا وأن يقضي حوائجنا ويسدد ديون المديونين ويشافي مرضى المؤمنين والمؤمنات ويرحم أمواتنا،
سيدي يا باب الحوائج يا عبد الله الرضيع
نتوسل بك الله أن يجمع شمل المسلمين ويوحد كلمتهم ضد الكفار والمستكبرين وأن يعجّل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان، حتى يثلج صدورنا بظهوره ونكون من أنصاره وأعوانه واللائذين تحت لوائه انه سميع مجيب.
إخواني أخواتي الكرام،
لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل للقائمين على موقع باب الحوائج الشهيد عبد الله الرضيع عليه السلام وموقع المجمع العالمي لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع عليه السلام وأن أشد على أيديهم وأساندهم.
كما أطلب من القارئ الكريم والمؤمنين والمؤمنات والهيئات والحسينيات وخدام الإمام الحسين في مختلف أنحاء العالم وفي كل بقعة من بقاع الأرض العمل على إحياء مجالس باب الحوائج عبد الله الرضيع وجمع النساء والأطفال تحت سقف واحد وطلب الحاجات وإظهار مظلوميته وذلك في صباح أول جمعة من شهر محرم الحرام من كل عام ، لينشر دين الحق وتعلو كلمة الله تعالى ، ولنظهر للعالم مظلومية الإمام الحسين عليه السلام عبر الوثيقة الدامغة الا وهي شهادة الطفل الرضيع عليه السلام ظاميا وعطشانا لا ذنب له.
اللهم إجعلنا ممن يساهم في إظهار مظلومية باب الحوائج عبد الله الرضيع عليه السلام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
خادم عبد الله الرضيع
أخوكم الأصغر
نزار القطري
الجمعة 25 أبريل 2008م
الموافق 18 ربيع الثاني 1429هـ.ق
http://alasghar.com/main/moqablat/index6.htm